مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بنس يتعهد في اسرائيل بنقل السفارة الاميركية الى القدس قبل نهاية 2019

نائب الرئيس الاميركي مايك بنس (يسار) مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مكتبه في القدس في 22 كانون الثاني/يناير 2018. afp_tickers

تعهد نائب الرئيس الاميركي مايك بنس الاثنين في خطاب ألقاه امام البرلمان الاسرائيلي بأن السفارة الاميركية ستفتح ابوابها قبل حلول نهاية العام المقبل، بينما طرد رجال الامن الاسرائيليون النواب العرب من القاعة قبل ان يبدأ خطابه.

وفي بروكسل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يقاطع زيارة بنس، الاتحاد الاوروبي الى الاعتراف “سريعا” بفلسطين كدولة مستقلة معتبرا ان ذلك لن يكون عقبة امام استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل.

وتخلل خطاب بنس العديد من الاشارات من الكتاب المقدس، ولقي تصفيقا حارا من النواب الاسرائيليين.

من جهته، انتقد امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خطاب بنس، واصفا اياه ب “التبشيري” وبانه “يشكل هدية للمتطرفين”.

وقال بنس في خطاب امام الكنيست ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قام الشهر الماضي “بتصحيح خطأ عمره 70 عاما. وابقى على كلمته للشعب الاميركي عندما اعلن ان الولايات المتحدة ستعترف اخيرا بأن القدس عاصمة اسرائيل”.

وأضاف “القدس عاصمة اسرائيل، ولهذا وجه الرئيس ترامب تعليماته لوزارة الخارجية للبدء فورا بالتحضيرات لنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس” وسط تصفيق الحضور.

وبحسب بنس فأنه “في الاسابيع المقبلة، ستقدم الادارة خطتها لفتح سفارة الولايات المتحدة في القدس. وستفتح سفارة الولايات المتحدة قبل نهاية العام المقبل”.

وقبل لحظات من بدء خطابه، طرد النواب العرب من القائمة العربية المشتركة بعد احتجاجهم ورفع بعضهم لافتات تقول “القدس عاصمة فلسطين”.

ووسط تصفيق النواب الاسرائيليين وكذلك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، تم اخراج نواب القائمة المشتركة بالقوة.

وحث بنس ايضا المسؤولين الفلسطينيين على العودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل.

وكان الفلسطينيون أعلنوا بعد قرار ترامب رفضهم للوساطة الاميركية في عملية السلام.

– ترحيب حار-

وحظي بنس باستقبال حار في الدولة العبرية بسبب الدعم القوي لاسرائيل، بينما وصفه نتانياهو الاثنين في استقباله ب “الصديق العزيز”.

وفي تصريحات ادلى بها بعد ذلك، وصف بنس قرار ترامب حول القدس ب “التاريخي”، مؤكدا ان الرئيس الاميركي يعتقد انه “بامكاننا خلق فرصة للتقدم في المفاوضات بحسن نية”.

وأعرب بنس عن آمله “ان نكون في مرحلة بزوغ فجر حقبة جديدة لمحادثات جديدة للتوصل الى حل سلمي للنزاع المستمر منذ عقود والذي أثر على هذه المنطقة.

في السادس من كانون الاول/ديسمبر أعلن الرئيس الاميركي ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لاسرائيل ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى رفض لقاء النائب الاميركي.

وأثار قرار ترامب سلسلة تظاهرات احتجاجية ومواجهات في الاراضي الفلسطينية تسببت بمقتل 18 فلسطينيا. كما قتل مستوطن اسرائيلي خلال هذه الفترة من دون ان يتضح بعد ما اذا كان قتل المستوطن على علاقة بالاحتجاج على الموقف الاميركي.

وهي من المرات النادرة للغاية التي يزور فيها مسؤول اميركي كبير المنطقة بدون اجراء محادثات مع الفلسطينيين.

وأعلن الفلسطينيون عن اضراب شامل الثلاثاء في الضفة الغربية المحتلة احتجاجا على زيارة بنس.

ويزور بنس المسيحي الانجيلي المتشدد، الثلاثاء نصب ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم) ثم حائط المبكى كما فعل ترامب خلال زيارته الاخيرة لاسرائيل في ايار/مايو الماضي. وكان ترامب أول رئيس اميركي يزور هذا الموقع.

ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد وهو اقدس الاماكن لديهم.

والمسجد الاقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

والقدس في صلب النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس وضمته عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها “عاصمة ابدية” لها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

– توتر فلسطيني اميركي –

واسرائيل هي المحطة الاخيرة لبنس في أول جولة شرق اوسطية له شملت مصر والاردن ايضا. وقرر الفلسطينيون مقاطعة زيارة المسؤول الاميركي وعدم الاجتماع معه، احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لاسرائيل.

شهدت العلاقات الفلسطينية الاميركية توترا شديدا في الاسابيع الماضية بعد قرار ترامب المتعلق بالقدس. فقد وضع هذا القرار حدا لعقود من الدبلوماسية الاميركية التي كانت تتريث في جعل قرار الاعتراف بالقدس واقعا.

وفي بروكسل، دعا الرئيس الفلسطيني عباس الى الاعتراف بدولة فلسطين قائلا ان “أوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعا”.

واضاف الرئيس الفلسطيني ان “الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول الى سلام”.

ودعا بنس في خطابه القيادة الفلسطينية الى العودة الى طاولة المفاوضات.

ولم يلق خطاب بنس ترحيبا فلسطينيا، وانتقد امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الخطاب.

وقال عريقات في بيان ان “خطاب بنس التبشيري هو هدية للمتطرفين، ويثبت ان الادارة الاميركية جزء من المشكلة بدلا من الحل”.

وأضاف عريقات ان رسالة بنس “واضحة: قوموا بخرق القانون والقرارات الدولية وستقوم الولايات المتحدة بمكافأتكم”.

وفي الملف الايراني، أكد بنس في خطابه ان الولايات المتحدة “لن تسمح أبدا” لايران بحيازة سلاح نووي.

وقال بنس “لدي وعد رسمي لاسرائيل، ولكل الشرق الاوسط والعالم- الولايات المتحدة لن تسمح ابدا لايران بحيازة سلاح نووي” قبل ان يصفق له النواب الاسرائيليون.

وعارضت اسرائيل بشدة الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه في عام 2015، والذي وقعته ايران مع روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا، وحظي بدعم من ادارة باراك اوباما.

وانتقد دونالد ترامب بشدة هذا الاتفاق، متهما طهران بعدم الالتزام بها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية