مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مشاهد القتل في المتحف اليهودي في بروكسل تعرض على المتهم بحضور أهل الضحايا

رسم تقريبي لمهدي نموش في 10 كانون الثاني/يناير 2019 خلال محاكمته في قصر العدل في بروكسل afp_tickers

مشاهد وحشية وسط صمت مطبق، يراها الجهادي الفرنسي مهدي نموش من قفص الاتهام التقطتها كاميرات المراقبة لعمليات القتل الأربع التي ارتكبها في أيار/مايو 2014 في المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية.

وفي اللقطة الاولى، رجل يقتل برصاصة في الرأس الزوجين ريفا السائحين الاسرائيليين عند مدخل المتحف.

ثم يتوجه الرجل إلى قاعة الاستقبال حيث يعدم ببرودة أعصاب ببندقية هجومية متطوعة وموظفاً شاباً قبل أن يلوذ بالفرار.

كان الهجوم مباغتا ووحشيا ونفذ في أقل من 82 ثانية وفق ما ورد في القرار الاتهامي.

في قاعة المحكمة تشاهد والدة ألكسندر سترينز الموظف في المتحف، وهي تبكي الصور الفظيعة لعملية إطلاق النار على ابنها الذي سقط جريحا. وتوفي ألكسندر عن عمر 26 عاما بعد أسبوعين متأثرا باصابته برصاصة في الرأس.

وقالت أني آدم (68 عاما) عاملة التنظيف السابقة “أعيش مثل أم قطع جناحاها”.

وكانت هذه المواجهة الأولى بين مهدي نموش وأقارب الضحايا منذ بدء المحاكمة أمام محكمة الجنايات في بروكسل.

وروت الاتصال الهاتفي الذي أجرته مع الشرطة لمعرفة ما إذا كان نجلها بين الضحايا. وسألها الطبيب لدى وصولها إلى المستشفى “هل نبقيه اصطناعيا على قيد الحياة رغم فقدان نصف دماغه؟”.

وقالت “أكد لي الطبيب الذي أجرى له العملية الجراحية أنه يستطيع أن يسمعني. كان علي الوقوف إلى الجانب الأيسر لان الرصاصة دخلت في الجانب الأيمن”.

وأضافت “قلت له: سنجد من فعل بك ذلك”.

وقال محاميها كريستيان دالن لفرانس برس إن موكلته تخشى قبل كل شيء “مواجهة نظرة” قاتل نجلها الذي كان موظفا في المتحف.

– “خيط يقود إلى حزب الله” –

ويرفض نموش التكلم وهو صاحب سوابق ارتكب عدة جرائم وأصبح متشددا في السجن ثم توجه إلى سوريا.

ويدفع ببراءته ويدعي بأنه عاجز عن “الدفاع عن نفسه بشكل مناسب” لرفض المحكمة الاستماع إلى إفادة الشهود الذين طلب مثولهم أمامها.

وبعد الاستماع إلى الادعاء الذي فصل خلال يومين الأدلة الدامغة ضده (الحمض الريبي النووي والبصمات والشهود وأشرطة الفيديو والتبني) يترك نموش لمحاميه مهمة التكلم باسمه. وكان نموش أوقف ستة أيام بعد وقوع الهجوم وفي حوزته المسدس وسلاح الكلاشنيكوف الذي استخدم في الهجوم.

ويؤكد المحامون أنه “ليس القاتل وأنه كبش محرقة”. ويقولون إن مجزرة المتحف اليهودي ليس اعتداء لتنظيم الدولة الإسلامية بل “عملية تصفية محددة لعملاء الموساد”، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.

الجمعة أكد محامي نموش سيباستيان كورتوي عدم وجود مؤامرة. وقال إنه سيحصل على دليل يثبت أن القتيل ريفا كان “نائب القنصل في برلين” وليس مجرد محاسب.

وأضاف “كان الزوجان ريفا يعملان لحساب الموساد ويقيمان في برلين ويراقبان الحركات الشيعية”.

ووالد ألكسندر سترينز من أصل مغربي وكان اسمه بحسب المحامي “مسجلا بسبب أنشطة تحريضية على صلة بسفارة إيران”.

وأضاف بشأن الاعتداء، أن هناك خيطا “تحدث عنه جهاز أمن الدولة يشير إلى إيران وحزب الله”.

وقال محامي والدة الكسندر كريستيان دالن إن “مذكرة من جهاز أمن الدولة في الملف تؤكد بعد تحقيقات أن لا علاقة للهجوم بنشاطات ابيه السياسية المحتملة” لاستبعاد أي تبرير جديد بوجود مؤامرة.

وألكسندر سترينز الذي نشأ في أسرة من ثمانية أولاد غير اسمه الأصلي رضوان الأطرش بعد أن تبنى إقطاعي بلجيكي والده في 1992 بحسب معلومات نشرتها صحيفة “لو سوار” البلجيكية أكدها دالن لفرانس برس.

ولم يكن ألكسندر سترينز رأى والده منذ سنوات الذي لا يزال شيعيا وطلق زوجته في 2003.

ومحاكمة مهدي نموش (33 عاما) وشريكه ناصر بندرر الذي يشتبه بأنه زوده بالأسلحة، تستمر حتى الأول من آذار/مارس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية