مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل صالح الصماد في غارة للتحالف والحوثي يتوعد ب”المحاسبة”

صورة من الارشيف للصماد التقطت في 31 كانون الثاني/يناير 2017 afp_tickers

قتل صالح علي الصماد رئيس “المجلس السياسي”، السلطة العليا في التمرد الحوثي، في غارة جوية الاسبوع الماضي لقوات التحالف في حين توعد زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي بان مقلته لن “يمر دون محاسبة”.

ونعت وكالة سبأ التي يسيطر عليها المتمردون في بيان “استشهاد” الصماد، مشيرة الى مقتله ظهر الخميس 19 نيسان/ابريل في غارة جوية للتحالف على محافظة الحديدة، في غرب اليمن.

وافاد البيان ان المجلس السياسي “اقر اختيار الاخ مهدي محمد حسين المشاط” رئيسا للمجلس السياسي الاعلى خلفا للصماد.

من جهته، توعد عبد الملك الحوثي بان “هذه الجريمة والجرائم الاخرى لن تمر دون محاسبة” محملا التحالف الذي تقوده السعودية مسؤولية مقتل الصماد.

بدورها، اكدت مصادر حكومية يمنية اشترطت عدم الكشف عن هويتها أن “الصماد قتل جراء ضربة لقوات التحالف الخميس الماضي”، جنوب غرب بلدة الحديدة.

ويأتي الاعلان عن مقتل الصماد بعد ساعات من الاعلان عن مقتل 20 شخصا على الاقل واصابة عشرات اخرين في غارات جوية على حفل زفاف مساء الاحد في شمال غرب اليمن.

ويحمل المتمردون الحوثيون التحالف العسكري بقيادة السعودية المسؤولية عن هذه الغارات.

وتراوح عدد القتلى بين 23 الى 33 شخصا، وعدد الجرحى ما بين 40 الى 55 جريحا، بحسب مختلف المصادر الطبية ومسؤول محلي.

وكتبت منظمة “أطباء بلا حدود” في تغريدة على تويتر، ان الغارات أصابات بلدة بني قيس في محافظة حجة، مشيرة الى نقل 65 جريحا على الاقل الى احد مستشفيات كبرى مدن المحافظة” التي تديره هذه المنظمة، وبينهم اطفال.

وقالت اطباء بلا حدود ان هذه الغارات الجوية بين “الاكثر تدميرا في المنطقة في الاشهر الاخيرة”.

ولم يرد المتحدث باسم التحالف العسكري في اليمن الذي تقوده الرياض، على الفور على طلب وكالة فرانس برس التعليق.

وفي طهران، ادان المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي “بشدة” هذه الغارات واصفا اياه ب “الوحشية”.

وقال قاسمي ان “الهجمات على المناطق السكنية والأهداف المدنية وكذلك منع منظمات الإغاثة الدولية من ممارسة أنشطتها يشكل انتهاكاً للمبادئ والقواعد الإنسانية”.

واوردت قناة المسيرة التي يسيطر عليها المتمردون ان هناك 20 قتيلا و 40 جريحا في الغارة.

ونقلت القناة عن مدير مستشفى حجة ان هناك 30 طفلا بين جرحى الغارة، مشيرا الى ان ثلاثة من هؤلاء الاطفال خضعوا لعمليات بتر اطراف.

اما وكالة سبأ للانباء التي يسيطر عليها المتمردون ايضا، فقالت ان هناك 88 قتيلا وجريحا بينهم نساء واطفال، منددة ب “جريمة سعودية جديدة”.

وهي ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها حفل زفاف في اليمن لغارة. فقد قتل 131 مدنيا في 28 ايلول/سبتمبر 2015 في غارات استهدفت حفل زفاف في مدينة المخا الساحلية في غرب اليمن.

وفي تشرين الاول/اكتوبر 2016، قتل 140 شخصا في غارة استهدفت قاعة عزاء في صنعاء.

وبدأت السعودية على رأس التحالف العسكري عملياتها في اليمن في اذار/مارس العام 2015 دعما للسلطة المعترف بها دوليا في مواجهة الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على العاصمة ومناطق اخرى.

وفي الأشهر الماضية كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية على السعودية، بينها هجوم أطلقوا خلاله سبعة صواريخ على المملكة في 26 آذار/مارس في الذكرى الثالثة لبدء حملة التحالف.

وتتهم السعودية ايران بدعم المتمردين بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران.

– صواريخ جديدة-

واعترضت الدفاعات الجوية السعودية الاثنين صاروخين باليستيين اطلقهما المتمردون اليمنيون باتجاه مدينة جازان، جنوب المملكة، بحسب ما اوردت وسائل الاعلام.

ونقلت وكالة الانباء السعودية بيانا للتحالف العسكري يؤكد ان “الصاروخين كانا باتجاه مدينة جازان وأطلقا بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي للتحالف من اعتراضهما”.

وفي تطور منفصل، قتل خمسة جنود من القوات اليمنية المعترف بها دوليا واصيب 19، في اندلاع مواجهات عنيفة مع جهاديين، بعد اطلاق حملة في تعز بجنوب غرب البلاد الاثنين إثر مقتل موظف في اللجنة الدولية للصليب الاحمر، حسبما أفادت مصادر طبية.

ولم يتضح ما اذا وقعت خسائر في صفوف الجهاديين.

وتسيطر القوات الحكومية على الجزء الاكبر من تعز في حين يسيطر المتمردون الحوثيون على مناطق عدة في محيطها.

وكان ضابط الشرطة قال في وقت سابق ان “محافظ تعز المعين من قبل الرئيس المدعوم من التحالف العربي شكل أمس (الاحد) حملة من كافة الوحدات الامنية والعسكرية (…) ضد مواقع تمركز الجماعات المتطرفة”.

وأضاف ان “العملية بدأت الاثنين واندلعت على اثرها اشتباكات عنيفة”، دون ان يتمكن من اعطاء حصيلة محددة بالضحايا.

وكان موظف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الاحمر قتل برصاص مجهولين السبت في تعز.

وأدى النزاع في اليمن منذ التدخل السعودي على رأس التحالف العسكري الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة من بين الأسوأ في العالم حاليا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية